Asma LAMRABET

هل تزوجت عائشة في سن التاسعة؟

 

 

تشير غالبية الروايات في التراث الإسلامي إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام خطب عائشة في الفترة المكية، وهي في السادسة من عمرها، وتزوجها في المدينة المنورة، وهي في التاسعة من عمرها[1].

هل تزوجت عائشة حقا في سن التاسعة؟

وهل هذه القصة أسطورة أم حقيقة؟

للإجابة عن هذه الأسئلة سنحاول أن نقدم تحليلا نقديا للروايات التاريخية الموجودة بين أيدينا، مع استحضار الصعوبات التي سنجدها، بسبب عدم دقة ما كتب في مجال السيرة، وخاصة تلك المعلومات المتعلقة بتواريخ الميلاد والوفاة في ذلك الوقت، والتي غالبا ما كانت مجزأة، وملتبسة، وأحيانا متضاربة، ورغم ذلك، سنحاول أن نسلط الضوء، ضمن هذا الغموض التاريخي، على بعض التناقضات المتعلقة بالعمر الدقيق لعائشة، وبالتالي سنشكك في العصمة التي اكتسبها هذا التأكيد المنتشر على أوسع نطاق في الفكر التقليدي الإسلامي.

دعونا بداية نواجه الأمر، زواج النبي وهو في الخمسين من عمره تقريبا من فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات أمر يصعب قبوله، بل قابل للدحض حتى من خارج الرؤية المعاصرة.

بدءً من وجهة النظر الأخلاقية، رجل كان أبا لأربع بنات في ذلك الوقت، زد على ذلك أنه "نبي"، معروف بقيمه العليا في الشرف والاحترام والإنسانية. وهنا نستحضر تأكيده عليه الصلاة والسلام على ضرورة أخذ موافقة المرأة قبل الزواج، وفي هذا الباب ينص الحديث النبوي الشريف على عدم قبول زواج الرجل دون موافقة مسبقة من الزوجة المستقبلية، خاصة البكر التي لم يسبق لها أن تزوجت:( لَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ)[2]، والموافقة والاتفاق لا يمكن أن تأتي إلا من شخص في سن يسمح له باتخاذ مثل هذا القرار، وهو في كامل وعيه، فكيف لعائشة، وهي بنت ست سنوات في ذلك الوقت، وفقا للروايات، أن تعطي رأيها عن علم تام في الزواج وهي في ذلك العمر؟

أما من وجهة النظر السوسيواجتماعية آنذاك، فسن عائشة عند زواجها مشكوك فيه أيضا، فقد كان زواج "القاصرات"، مقارنة مع المقاربة القانونية المعاصرة، بلا شك شائعا آنذاك، إلا أنه مرتبط بأولئك الذين يبلغ متوسط أعمارهم أربعة عشر عاما أو أكثر أو أقل، وهذا ما كان يمارس في ذلك الوقت على نطاق واسع[3].

وفي بعض الأحيان، من الممكن أيضا حدوث زواج الصغيرات دون سن الثانية عشرة، لكن التراث الإسلامي لم يوضح ذلك، وركز، في حالة السيدة عائشة، على سنها الصغير، لدرجة أنه بالكاد جعله عقيدة دينية.

في ذلك الوقت، كان الزواج دون عمر الأربعة عشر عاما أو أكثر أمرا مقبولا، أو على الأقل مفهوما في تلك البيئة الثقافية، لأن الظروف الاجتماعية والأنثروبولوجية كانت مختلفة تماما، بل وحتى في الآونة الأخيرة من بداية القرن العشرين تزوجت جداتنا في سن مبكر جدا.

كما أن سن عائشة المزعوم، وهو تسع سنوات، مشكوك فيه للغاية، لاسيما فيما يتعلق بالتدوين التاريخي. فعلى الرغم من شبه الإجماع حول الروايات الخاصة بسن عائشة وقت زواجها، إلا أن هناك العديد من الالتباسات، كما لاحظ ذلك عدد من العلماء المسلمين المعاصرين، بل وحتى التناقضات الحقيقية فيما يتعلق بالتواريخ المختلفة حول هذا الموضوع ضمن مختلف المصنفات الكلاسيكية[4].

يمكننا أن نذكر هنا وكمثال بعض الأمثلة على تناقض الرواية بين المصنفات التاريخية المختلفة، وأحيانا لنفس المؤرخ، وهذا الأمر يدعو إلى الشك في صحة رواية زواج عائشة وهي التاسعة من عمرها.

وفقا للأثر، تزوجت عائشة في التاسعة من عمرها في المدينة المنورة، خلال السنة الأولى للهجرة، أي في سنة 622 م، ومعنى هذا أنها ولدت حوالي عام 613م، أي بعد عام أو أقل من البعثة النبوية، التي كانت حسب الروايات بين عامي 610م و612م، مع أن سيرة ابن هشام، التي تعد من أوائل ما كتب عن السيرة النبوية، ذكرت عائشة ضمن الثمانية عشر الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام، بعبارة أخرى، كانت السيدة عائشة واحدة من هؤلاء الناس الذين دخلوا الإسلام في مرحلة الدعوة السرية، أي المرحلة التي سبقت الجهر بالدعوة الإسلامية.

وإذا كان علينا الاعتماد على السيرة المأثورة لعائشة، التي تنص على أنها ولدت حوالي عام 613م، يجب أن تكون إذن عائشة، ما بين فترة بداية الوحي 610 م وفترة الدعوة 612/613م، لم تولد بعد، أو أنها رضيعة لم تبلغ عاما من عمرها. فكيف يمكن إذن أن يُعتد بالتحول الديني لطفل في هذا العمر، ويُستشهد به ضمن عدد من البالغين الذين اعتنقوا الإسلام في ذلك العصر؟ والأكثر من ذلك ووفقا للروايات، أليس من المستحسن خلال هذه الفترة الأولى من بداية الدعوة إخفاء إسلام المرء، والحفاظ على سرية هذه المهمة النبوية، فهل لطفلة تبلغ من العمر سنة واحدة أو أقل أن تكون في مستوى مسؤولية هذا الالتزام؟ وتجدر الإشارة أيضا إلى أن رواية ابن هشام نفسها، والتي يتم الاستشهاد بها في مصنفات تاريخية أخرى، عند تحديدها لقائمة المسلمين الأوائل، تصنف عائشة في صفوف الشابات (وعائشة بنت أبي بكر وهي يومئذ صغيرة)[5]، فماذا تعني الصغيرة في هذه الرواية؟ إذا اتبعنا منطق المنهج القديم في تدوين السيرة، سنجد التمييز بين الأعمار عند الحديث عن الصغيرة أو عن الرضيعة، فالرضيعة ليست هي الصغيرة، وهذا يؤكد أن عائشة كانت شابة في ذلك الوقت، ولم تكن رضيعة كما هو مذكور في الكتابات المأثورة.

وهناك رواية أخرى في سيرة ابن هشام تستحضر حديثا طويلا، تروي فيه السيدة عائشة بدقة شديدة الزيارات المتكررة للنبي عليه السلام لبيت أبي بكر خلال السنوات الأولى للوحي، وكذلك التحضيرات لرحلة أبيها مع النبي عليه السلام ليلة الهجرة إلى المدينة المنورة (الهجرة نحو 622م)[6]. كيف يمكن إذن للمرء أن يتصور أو يثبت صحة هذه الرواية الدقيقة من طفلة، وفقا للروايات التي تؤكد أن عمرها أقل من ست سنوات في ذلك الوقت؟

يروي الطبري، أحد المؤرخين الأوائل المعترف بهم للإسلام، في موسوعته "تاريخ الأنبياء والملوك"، روايتين متناقضتين عن عصر عائشة، في رواية أولى، يستحضر الرواية المعروفة عن زواج عائشة وهي في سن التاسعة حوالي عام 622 (السنة الأولى من الهجرة)، والذي يفترض كما سبق أن نقل عنها أنها ولدت حوالي عام 613، وبعبارة أخرى بعد البعثة[7]، وبخلاف ذلك، نجد في نفس الكتاب نصا يتعلق بحياة أبي بكر الصديق، والد عائشة، يذكر فيه المؤرخ أن جميع أبناء هذا الأخير - نقلا عن عائشة - ولدوا قبل ظهور الإسلام (في الجاهلية[8])، بعبارة أخرى، ووفقا للطبري، ولدت عائشة قبل عام 610، عام البعثة، وليس عام 613، وبالتالي لا يمكن أن تكون قد بلغت تسع سنوات في عام 622 كما هو مدون في الكتابات المأثورة.

وتكشف لنا رواية أخرى أن عائشة كانت مخطوبة لجبير بن مطعم[9]، قبل أن خطبتها للزواج من النبي، وتحكي الرواية أن أبو بكر بمجرد علمه بالأمر ذهب لإلغاء الخطوبة والاعتذار لعائلة الخطيب، أراد أبو بكر، وهو من أشراف القوم، أن ينهي هذه الخطبة وفقا للعقد الأخلاقي المتعارف عليه[10]، فإذا كانت عائشة حسب المأثور، تبلغ من العمر ست سنين حين خطبت للنبي عليه السلام، فكم كان سنها حين خطبت لجبير؟؟؟

من ناحية أخرى، تذكر الأحاديث المشاركات النشطة لعائشة، إلى جانب نساء أخريات، في غزوات مختلفة في ذلك الوقت، مثل غزوة بدر(624)، وغزوة أحد (625)، فعن أن رضي الله عنه قال:" لَمَّا كانَ يَوْمُ أُحُدٍ، انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: وَلقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وإنَّهُما لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِما تَنْقُزَانِ القِرَبَ، وَقالَ غَيْرُهُ: تَنْقُلَانِ القِرَبَ علَى مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ في أَفْوَاهِ القَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهَا في أَفْوَاهِ القَوْمِ"[11]، حسب الرواية الرسمية، يجب أن تكون عائشة قد بلغت أحد عشر عاما تقريبا في غزوة أحد، وحسب المنطق السليم اليوم، بل حتى بمنطق قواعد الحرب آنذاك، وحسب ما سنَّه النبي عليه السلام، لا يتم قبول إلا الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر فقط، فهم من لهم الحق في المشاركة في المعارك الحربية، وهذا ما يؤكده حديث ابن عمر: "عُرِضتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَومَ أُحُدٍ وأنا ابنُ أربَعَ عَشْرةَ فاستصغرني، عُرِضتُ عليه يَومَ الخَندَقِ وأنا ابنُ خَمسَ عَشْرةَ فأجازَني"[12] (قال نافع: فحدثت به عمر بن عبد العزيز، فقال: هذا حد بين الصغير والكبير، فكتب إلى عماله أن يفرضوا لابن خمس عشرة في المقاتلة، ولابن أربع عشرة في الذرية).

على جانب ما ذكر، هناك معيار آخر في تقييم عمر عائشة، وهو معيار فارق السن بينها وبين شقيقتها أسماء، فحسب أغلبية المؤرخين، كانت أسماء تكبر عائشة بحوالي عشر سنين، ويذكر الذهبي وابن كثير أن أسماء كانت أكبر بعشر سنوات أو أقل من عائشة، يقول الذهبي في السير: "وعائشة ممن ولد في الإسلام، وهي أصغر من فاطمة بثمان سنين"[13]، وقال ابن كثير: " وهي آخر المهاجرين والمهاجرات موتاً، وكانت هي وأختها عائشة وأبوها أبو بكر الصديق وجدها أبو عتيق وابنها عبد الله وزوجها الزبير صحابيين رضي الله عنهم، وقد شهدت اليرموك مع ابنها وزوجها، وهي أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا عائشة بعشر سنين."[14]، ووفقا لابن كثير، وحسب ابن حجر العسقلاني عاشت أسماء تقريبا 100 سنة، وتوفت في 73 أو 74 هجرية أي في عام 695م[15].

وفقا لهذه الحساب، كانت أسماء في عام 620م/ السنة الأولى للهجرة، وعند زواج أختها عائشة من النبي عليه السلام بين 27 و28 سنة، وإذا كان الفرق في العمر بين الاختين، كما يزعم أغلب المؤرخين، أكثر أو أقل من عشر سنوات، فيجب أن يكون عائشة 17 أو 18 عاما عند زواجها، وفقا لنفس البيانات.

هذه بعض الملاحظات حول التناقضات بين مختلف المصادر التاريخية حول سن عائشة عند زواجها بالنبي، ومن المؤكد إذن أنه لا يمكن ادعاء اليقين في تحديد سن عائشة عند زواجها بالنبي، إلا أنه، ووفقًا للمعطيات التاريخية المختلفة، يمكن لنا أن نؤكد أن عائشة وقتها لم تكن في التاسعة من عمرها، بل وأكثر من ذلك، أن من المؤكد أنها كانت صغيرة وقت زواجها من النبي، لكنها لم تكن طفلة، ووفقًا لغالبية الدراسات النقدية المعاصرة، يجب أن تكون عائشة عند زواجها بالنبي عليه السلام بين 15 و19 عامًا[16].

يدعي البعض بأن هذه القضية ليست مهمة، وبالتالي يجب قبول هذا الأمر كما هو دون محاولة فهم، حتى لا يتم التشكيك في الروايات الحديثية في الإسلام، والمخاطرة ببث الشك في أذهان المسلمين والمسلمات. فحسب هذه الرؤية نفسها، فتح النقاش في هذا الموضوع ليس إلا وسيلة تبريرية، وتقديما للتنازل والتبعية لمنتقدي الإسلام، الذين يبحثون عن مبررات لتقويضه من الداخل.

ولكن ليس لأن بعض "معارضي" الإسلام يشيرون بأصابع الاتهام إلى هذه القضية، أو غيرها، سيكون تناول ذلك أمر خاطئ منهجيا، وسنتباكى على المؤامرة، وننكر الواقع التاريخي على اعتبار أنه مجرد فعل صبياني من أعمال المقاومة.

إن التفكيك التاريخي لهذا النوع من الروايات صار اليوم أمر ضروري، باسم الإسلام ومبادئه المتمثلة في الاستقامة الفكرية والحكمة العالمية. لم يعد بإمكاننا الاعتراف بهذا النوع من التناقض باسم الحفاظ الأسطوري على التراث الديني والخوف من فقدان معالم هويتنا.

غالبًا ما نواجه هذه الأنواع من الحجج كلما أردنا، وبطريقة صادقة، التشكيك في صحة بعض الحقائق التاريخية. واليوم، يرفض البعض مناقشة هذا الموضوع فقط لأن الحديث عن عمر السيدة عائشة جاء في صحيح البخاري والمسلم، وبالتالي لا مجال لمناقشته وفقًا لهذا النهج، بل لا يمكن المساس به.

ومع أن صحيح البخاري وصحيح مسلم من الكتب المعترف بصحتها ومكانتها العلمية، إلا أنهما لا يخلوان من بعض الأخطاء، والتناقضات، أو الأحاديث المشكوك في صحتها، أو التي ثبت أنها خاطئة.

علاوة على ذلك، كثيرًا ما انتقد العديد من العلماء من أجيال مختلفة هذه الكتب، بطريقة بناءة وموضوعية، دون التشكيك في جميع أعمالهم، والتي لا تزال بلا شك ذات قيمة علمية وتاريخية كبيرة[17].

لذلك يجب أن نعرف كيف نتساءل، بطريقة هادئة، عن هذه الأنواع من التناقضات، والتي غالبًا ما تعطي صورة سلبية عن الإسلام، وتسيئ إلى أخلاقيات رسالة الإسلام، لأنها تتعارض مع الفطرة السليمة، ومع العقل، ومع الأخلاق العالمية، فباسم قدسية المصادر التاريخية، يضطر المسلمون إلى الاعتراف بهذه التناقضات، واستعمال عدد من الحجج المشكوك فيها، إلى حد السخرية، كالقول بنضج الفتيات في سن التاسعة في ذلك الوقت، والاحتجاج بالبيئة الجغرافية والثقافة والبلوغ المبكر آنذاك، ولإضفاء الشرعية على عرف غير مقبول وتأييد زواج القاصرين في العديد من البلدان الإسلامية، يتم استخدام سن زواج عائشة في سن التاسعة أيضًا، في بعض الخطابات الوعظية والدينية.

وبالتالي فإن الحديث عن عائشة المتزوجة من النبي في سن التاسعة ليس إلا أسطورة انتقلت تاريخيا في التراث الإسلامي أكثر من كونها حقيقة واقعة، والتفكيك التاريخي لهذه القضية، اليوم، هو مطلب معنوي وأخلاقي باسم مبادئ هذا الدين، مثله مثل العديد من القضايا الأخرى.

 

إعداد أسماء المرابط

ترجمة أستاذة نادية الشرقاوي

[1] تاريخ الطبري، الصفحة 340، صحيح البخاري، حديث رقم 3894، صحيح مسلم حديث رقم 1422.

[2] حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَال: "لَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: أَنْ تَسْكُتَ." صحيح مسلم رقم الحديث: 1419.

[3] نذكر هنا على سبيل المثال سن الزواج في فرنسا كان 12 سنة بالنسبة للفتيات، و14 سنة بالنسبة للفتيان، إلى ان تم تطبيق قانون نابليون عام 1804، فاصبح سن الزواج 15 عام بالنسبة للفتيات و18 عاما بالنسبة للأولاد، القانون المدني الفرنسي: الكتاب الأول- الباب الخامس: الزواج، 1804، ص: 39-56. ويركز بعض النقاد المعاصرين على اختزال الإسلام في زواج النبي بفتاة تبلغ من العمر تسع سنين، ويصورونه في صورة الهمجي، وهنا لا ننسى أنه خلال العصور الوسطى تزوج بعض ملوك فرنسا الذين لا يقلون شهرة من فتيات صغيرات جدا، مثل الملك لويس الخامس عشر الذي كانت خطيبته الطفلة ماري آن فيكتوار من إسبانيا، وكانت في الثالثة من عمرها، أو لويس الحادي عشر الذي تزوج مارغاريت من اسكتلندا وهي بنت احد عشر عاما، ابنة جيمس الأول ملك اسكتلندا.

ean Favier, Louis XI, Fayard 2001, réed. Tallandier 2012, p. 78

[4]  يعتقد المفكر عباس محمود العقاد في كتابه :"الصديقة بنت الصديق" أن عائشة تزوجت وهي بنت 15 سنة، (ضبعة نهضة مصر- 2005، الصفحة: 46-47)، وموقع الدكتورة سهيلة زين العابدين:

http://dr-suhaila-z-hammad.blogspot.com/2013/02/2.html

و:"عائشة أم المؤمنين بين خيال الرواة وواقع الحياة" لمحمد حسن بدر الدين، منبر مؤمنون بلا حدود، قسم الدراسات الدينية، بحث محكم منشور بتاريخ 15/12/2016

[5] "ابْن قُرْطِ بْنِ رِيَاحِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَامْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رِيَاحِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ ابْن كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أُخْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَأَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ. وَعَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَهِيَ يَوْمئِذٍ صَغِيرَةٌ. وَخَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ." - كتاب سيرة ابن هشام، تحقيق السقا، ص254، - إسلام عمير وابن مسعود وابن القاري - المكتبة الشاملة الحديثة.

[6] سيرة ابن هشام، الصفحة 93.

[7]  تاريخ الطبري (تاريخ الأمم والملوك) دار الفكر- الأردن، الصفحة 340.

[8]  الطبري، المجلد الثاني، الصفحة 616.

[9] أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَائِشَةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كُنْتُ وَعَدْتُ بِهَا أَوْ ذَكَرْتُهَا لِمُطْعَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ لابْنِهِ جُبَيْرٍ فَدَعْنِي حَتَّى أَسُلَّهَا مِنْهُمْ. فَفَعَلَ. ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَتِ بكرا." كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية- الجزء الثامن، ص46 - ذكر أزواج رسول الله، عائشة بنت أبي بكر الصديق - المكتبة الشاملة الحديثة.

[10] تاريخ الطبري، الجزء الثالث، الصفحة 186.

[11]  أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب غزوات النساء وقتالهن، رقم الحديث 2880.

[12]  صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب، وكتاب المصنف لابن أبي شيبة، صفحة: 489، عدد 25.

[13] " سير أعلام النبلاء" الذهبي، مؤسسة الرسالة- بيروت، نشر سنة 1992، جزء 3، الصفحة: 429.

[14] سير أعلام النبلاء، الذهبي، باب أسماء بنت أبي بكر، مجلد 2، الصفحة 289، "البداية والنهاية" ابن كثير، دار الفكر العربي- الجيزة، سنة النشر 1933، المجلد الثامن، الصفحة 371.

[15] ابن كثير، مصدر سابق، و"تقريب التهذيب" ابن حجر العسقلاني، باب النساء، حرف الألف، أسماء بنت عبد الله، الصفحة: 654.

[16]  يمكن الرجوع إلى: "عائشة أم المؤمنين بين خيال الرواة وواقع الحياة" لمحمد حسن بدر الدين، منبر مؤمنون بلا حدود، قسم الدراسات الدينية، بحث محكم منشور بتاريخ 15/12/2016.

[17] من بين العلماء المتقدمين الذين انتقدوا صحيح البخاري ابن حجر العسقلاني في كتابه: "فتح الباري بشرح صحيح البخاري"، والإمام الدراقطني في سننه، ومن بين المعاصرين الشيخ الألباني في سلسلته "الأحاديث الضعيفة" والإمام محمد الغزالي في كتابه: "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث".

 

À propos de l'auteur

ASMA LAMRABET

Native de Rabat (Maroc), Asma Lamrabet, exerce actuellement en tant que médecin biologiste à l’Hôpital Avicennes de Rabat. Elle a exercé durant plusieurs années (de 1995 à 2003) comme médecin bénévole dans des hôpitaux publics d'Espagne et d’Amérique latine, notamment à Santiago du Chili et à Mexico.

derniere video

Asma Lamrabet

Les femmes et l'islam : une vision réformiste